مأدبة المشوهين

مأدبة المشوهين

مأدبة المشوهين :

هي مأدبة عشاء للجنود الفرنسيين الذين أصيبوا بجروح خطيرة أدت إلى تشويههم خلال الحرب العالمية الأولى .
باريس 1925.

🪖 أولًا: من هم "المشوهون" (Gueules Cassées)؟

كلمة "Gueules Cassées" بالفرنسية تعني حرفيًا "الوجوه المحطمة"، وهو لقب أطلق على الجنود الفرنسيين الذين أصيبوا بتشوهات جسيمة في الوجه والرأس خلال الحرب العالمية الأولى (1914-1918)، نتيجة لاستخدام المدفعية الثقيلة، وشظايا القنابل، والغازات السامة. بعضهم أصيب برصاصات مزقت فكّه، أو بانفجارات شوّهت أنفه، أو فقدوا أعينهم وأجزاء من جماجمهم.

⚔️ أسباب التشوه:

  • استخدام المدفعية بكثافة: وهي أكبر سبب للتشوهات، حيث كانت القذائف لا تقتل دائمًا بل تمزق الجلد والعظام.
  • القتال في الخنادق: اشتبك الجنود على مسافات قريبة جدًا، فكانت الإصابات في الوجه شائعة.
  • الغازات السامة: مثل غاز الخردل، أدّت إلى حروق مروّعة وتشوهات جلدية.
  • ضعف الحماية: لم تكن هناك خوذات أو أقنعة واقية كافية في بداية الحرب.

🏥 جهود العلاج وإعادة التأهيل:

  • ظهرت عمليات التجميل الحديثة نتيجة للحرب، حيث عمل أطباء مثل الدكتور "هيبوليت موريس" على إعادة بناء الوجوه باستخدام ترقيع الجلد والعظام.
  • كثير من هؤلاء الجنود كانوا يرتدون أقنعة معدنية أو جلدية فنية لتغطية وجوههم، صُنعت خصيصًا لتقليل الوصمة الاجتماعية.
  • تم تأسيس جمعيات لرعايتهم نفسيًا وماليًا، أبرزها جمعية Les Gueules Cassées التي لا تزال نشطة حتى اليوم.

🍽️ مأدبة المشوهين الفرنسيين (Le Banquet des Gueules Cassées)

بعد نهاية الحرب، كان هؤلاء الجنود يعانون من نظرة المجتمع إليهم، وتم تهميشهم إلى حد كبير. لذلك نظّم البعض منهم "مأدبة رمزية" للاحتجاج والتمسك بكرامتهم.

📅 متى حدثت المأدبة؟

في عشرينيات القرن العشرين (1921 تقريبًا)، أقيمت أول مأدبة تكريمية في باريس، ضمّت عددًا من المشوهين البارزين، بحضور شخصيات من الحكومة والجيش.

🎯 هدف المأدبة:

  • تأكيد أنهم ليسوا ضحايا فقط، بل أبطال.
  • المطالبة بحقوقهم الطبية والاجتماعية والمعاشات.
  • تغيير نظرة المجتمع إليهم.
  • جمع التبرعات للجمعيات التي تدعمهم.

🎖️ أثر المأدبة:

  • أصبحت تقليدًا سنويًا يحتفى به في فرنسا لتكريم "الوجوه المحطمة".
  • ساعدت في تحسين رعاية الجنود المصابين وتحقيق بعض مطالبهم.
  • ألهمت حملات فنية وأدبية سلطت الضوء على معاناتهم، مثل رواية Johnny Got His Gun.

 الجانب الإنساني

قصصهم مليئة بالألم، لكن أيضًا بالأمل، فبعضهم أصبح نحاتًا أو كاتبًا أو حتى سياسيًا. وقد غيّروا نظرة الطب والمجتمع لمصابي الحروب


تعليقات